بعضُ أخبارِ الغيب، وهو ما غبت عنه (١) موحاة إليك، مجهولة عندك وعند قومك.
ولك أن تجعل ﴿نُوحِيهَا﴾ خبر ﴿تِلْكَ﴾، و ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ من صلة ﴿نُوحِيهَا﴾ و ﴿مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ﴾ مستأنفة، أو حالًا من الهاء والألف في ﴿نُوحِيهَا﴾ أو من الكاف في ﴿إِلَيْكَ﴾ أي: مجهولة، والعامل (نوحي) في كلا التقديرين.
ولك أن تجعل ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ الخبر، و ﴿نُوحِيهَا﴾ حالًا من المنوي في الجار، والعامل الجار، أي: تلك القصة كائنة أو مستقرة من أخبار الغيب موحاة إليك، ثم حَذَفْتَ اسم الفاعل وأخذتَ الضمير الذي فيه جعلته في الظرف لقيامه مقامه، فصار رافعًا للضمير ناصبًا للحال، فاعرفه.
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِ هَذَا﴾ قيل من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها، أو من قبل هذا العلم الذي كسبته بالوحي، أو من قبل هذا الوقت، أو من قبل القرآن (٢).
﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (٥٠) يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٥١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾ عطف على قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا﴾ (٣) أي: وأرسلنا إلى عاد أخاهم، وسماه أخاهم؛ لأنه واحد منهم، وكلهم من ولد آدم عليه السلام، وانتصابه بالعطف على ﴿نُوحًا﴾ على التقدير المذكور آنفًا. و ﴿هُودًا﴾: بدل منه أو عطف بيان له.
(٢) ذكر الزمخشري ٢/ ٢٢٠ هذه المعاني عدا الأخير، لأن القرآن والوحي شيء واحد. وكونه القرآن هو قول قتادة كما في الطبري ١٢/ ٥٧.
(٣) من أول الآية (٢٥).