وقوله: ﴿مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾:
قرئ: بالرفع على أنه صفة على المحل، وبالجر على اللفظ، وقد ذكر في الأعراف (١).
وقوله: ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾ أي: ما أنتم إلّا مفترون على الله الكذب بجعلكم الأوثان له شركاء.
﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (٥٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾ المدرار: الكثير الدرور، كالمغزار، وانتصابه على الحال من ﴿السَّمَاءَ﴾، أي: دارّة، وذُكِّر لأحد ثلاثة أوجه:
إما على أن المراد بالسماء المطر، كقوله:
٣٠٢ - إذا سَقَطَ السماءُ بأرضِ قومٍ.................... (٢)
يعني المطر، يقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم، أو على تأويل السحاب أو السقف، أو لأن مفعالًا للمبالغة يستوي فيه المذكر والمؤنث، كفَعُول وفَعِيلٍ نحو: صبور وبغيٍّ، وكفاك دليلًا: ﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ (٣).
وقوله: ﴿وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ (إلى) هنا تحتمل أن تكون من صلة (يزدكم) وأن تكون في موضع الصفة لقوة، بمعنى: ويزدكم قوة مضافة إلى قوتكم، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب.
(٢) تقدم برقم (٥١).
(٣) سورة مريم، الآية: ٢٨.