قيل: وسارة حاضت في ذلك الوقت لما بشرت بالولد، ولم تكن حاضت قبل ذلك (١).
وقرئ: (فضحَكت) بفتح الحاء (٢)، وأنكر أبو الفتح ذلك، وقال: ليس في اللغة ضَحَكت، وإنما هو ضَحِكت، أي: حاضت (٣).
قلت: ولعله لْغَيَّةٌ لم تبلغ أبا الفتح؛ لأن قارئه محمد بن زياد الأعرابي وهو هو (٤).
وقوله: ﴿وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ قرئ: (يعقوبُ) بالرفع (٥) على أنه مبتدأ، والظرف قبله خبره على المذهب المنصور، أو على أنه فاعل بالظرف على المذهب المعروف.
ومحل الجملة النصب على الحال من الضمير المنصوب في ﴿فَبَشَّرْنَاهَا﴾، أي: فبشرناها بإسحاق متصلًا به يعقوب، فيعقوب داخل في البشارة.
وقيل: ارتفع (يعقوبُ) بفعل مضمر، أي: يحدث من وراء إسحاق يعقوبُ، فيكون غير داخل في البشرى على هذا (٦).

(١) انظر معالم التنزيل، ونسبه إلى مجاهد وعكرمة. وأخرج الطبري ١٢/ ٧٣ عن مجاهد أنها كانت ابنة بضع وتسعين سنة، وأن إبراهيم عليه السلام كان ابن مائة.
(٢) قراءة شاذة نسبت لمحمد بن زياد الأعرابي كما سوف يحكي المؤلف رحمه الله، وهي كذلك في المحتسب ١/ ٣٢٣. والكشاف ٢/ ٢٢٥. والمحرر الوجيز ٩/ ١٨٦.
(٣) المحتسب الموضع السابق.
(٤) يعني في المكانة والقدر. وترجم له الزبيدي في طبقات النحويين واللغويين وقال: كان ناسبًا، نحويًا، كثير السماع، راوية لأشعار القبائل، كثير الحفظ، لم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. قال: وكان يزعم أن الأصمعي وأبا عبيدة لا يحسنان قليلًا ولا كثيرًا. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
(٥) قرأها أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٦) انظر معاني الزجاج ٣/ ٦٢. وإعراب النحاس ٢/ ١٠١. ومشكل مكي ١/ ٤٠٩.


الصفحة التالية
Icon