وقرئ: (يعقوبَ) بالفتح (١)، وفيه وجهان:
أحدهما: أن الفتحة للجر، وهو معطوف على لفظ ﴿إِسْحَاقَ﴾، وكلاهما لا ينصرف للعجمة والتعريف، وليس بالمتين عند صاحب الكتاب رحمه اللهُ وموافقيه إلا بإعادة الجار لأجل الفصل بين الجار والمجرور بالظرف، وحق المجرور أن يكون ملاصقًا للجار، والواو نابت مناب الجار، لو قلت: مررت بزيد وفي الدار عمرو، لم يحسن حتى تقول: مررت بزيد وعمرو في الدار، وبشرها بإسحاق ويعقوب من ورائه (٢).
والثاني: أن الفتحة للنصب، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه معطوف على موضع قوله: ﴿بِإِسْحَاقَ﴾، لأن موضعه نصب، كقوله:
٣٠٧ -................ إذا ما تَلاقَيْنَا من اليومِ أو غَدَا (٣)
وقوله:
٣٠٨ -....................... فَلَسْنا بالجِبالِ ولا الحَديدا (٤)

(١) قرأها ابن عامر، وحمزة، وحفص عن عاصم. انظر السبعة /٣٣٨/. والحجة ٤/ ٣٦٤. والمبسوط/ ٢٤١.
(٢) انظر في هذا أيضًا: معاني الفراء ٢/ ٢٢. ومعاني الزجاج ٣/ ٦٢ - ٦٣. وإعراب النحاس ٢/ ١٠١ - ١٠٢ حيث نقل عن سيبويه. وانظر أيضًا مشكل إعراب القرآن ١/ ٤٠٩ - ٤١٠.
(٣) ينسب إلى كعب بن جعيل، وصدره:
ألا حيّ ندماني عمير بن عامر.......................
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٦٨. والمقتضب ٤/ ١١٢. والحجة ١/ ٢٨. والإفصاح/ ١٦٠/. والإنصاف ١/ ٣٣٥. والشاهد فيه عطف (غدًا) على محل (من اليوم) وهو النصب، لأن الأصل: وتلاقينا اليوم.
(٤) قاله عقيبة بن هبيرة الأسدي يخاطب معاوية - رضي الله عنه -، وصدره:
معاوِيَ إننا بشر فَأَسْجِحْ..........................
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٦٧. والمقتضب ٢/ ٣٣٨. وجمل الزجاجي / ٥٥/. والحجة =


الصفحة التالية
Icon