والغِل بالكسر: الغش والحقد أيضًا، وقد غلَّ صدرُه يغِلُّ بالكسر غلًّا، إذا كان ذا غش أو ضغن وحقد.
ورد في التفسير: أن من كان في قلبه غلٌّ على أخيه في الدنيا نزع منه، فسلمت قلوبهم وطهرت ولم يكن بينهم إلَّا التواد والتعاطف (١).
وقوله: ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ﴾ محلّ الجملة النصب على الحال من الهاء والميم في ﴿صُدُورِهِمْ﴾، والعامل فيها معنى الإِضافة، وقد جوز أن تكون مستأنفة (٢).
وقوله: ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ﴾ اللام لتوكيد النفي.
وقوله: ﴿لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ أن وما اتصل بها في تأويل المصدر، وموضعها رفع بالابتداء وخبره محذوف، وكذلك جواب ﴿لَوْلَا﴾ محذوف دل عليه ما قبله، أي: وما كان يستقيم أن نكون مهتدين لولا هداية الله وتوفيقه لنا ما كنا مهتدين.
وفي مصاحف أهل الشام: (ما كنا) بغير العاطف (٣)؛ لأنَّ الجملة الثانية موضحة للأولى، فأغنى إيضاحها لها عن العاطف.
وقوله: ﴿أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ﴾ أن: تحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وهو ضمير الشأن والحديث، و ﴿تِلْكُمُ الْجَنَّةُ﴾ ابتداء

(١) كذا قال صاحب الكشاف ٢/ ٦٢. وهو مأخوذ من قول السدي كما في جامع البيان ٨/ ١٨٣ أو قول ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في زاد المسير ٣/ ٣٠٠: أن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل، فهو الشراب الطهور، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم، فلم يشعثوا، ولم يتسخوا بعدها أبدًا.
(٢) جوزه الزجاج ٢/ ٣٣٩. والنحاس في الإعراب ١/ ٦١٢.
(٣) كذا في كتاب المصاحف/ ٥٥/ وانظر الحجة ٤/ ٢٥، وهي قراءة صحيحة، قرأ بها ابن عامر وحده. انظر السبعة/ ٢٨٠/. والحجة ٤/ ٢٥. والمبسوط/ ٢٠٨/.


الصفحة التالية
Icon