وبالإدغام لأجل التقاء المثلين مع الإشمام (١) إعلامًا بالأصل، لأن أحرف المدغم بمنزلة الحرف الموقوف عليه من حيث جَمَعَهُمَا السكون، فكما أشموا الحرفَ الموقوفَ عليه إذا كان مرفوعًا في الإدراج إعلامًا بأصله. كذلك أشموا النون المدغمة في ﴿تَأْمَنَّا﴾ لذلك وعليه الجمهور، وصفة ذلك أن تشير إلى الضمة، وهي ضمة النون الأولى من غير صوت مع لفظك بالنون المدغمة، وهذا شيء يؤخذ بالمشافهة.
وبغير الإشمام (٢) نظرًا إلى اللفظ.
(وتِيْمَنّا) بكسر التاء مع الإدغام (٣) على لغة تميم في كسرهم حروف المضارعة إلا الياء في كل ما كان من باب علم يعلم، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٤).
﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ﴾ انتصاب قوله: ﴿غَدًا﴾ على الظرف، وأصله: غَدْوٌ (٥).
و﴿يَرْتَعْ﴾: مجزوم على جواب شرط محذوف وقرئ: بإسكان العين (٦)، من رَتَعَ يَرْتَعُ، إذا مشى وتصرف في شهواته ولذاته، أي: يتسع في أكل الفواكه
(٢) هي قراءة أبي جعفر، ورواها الحلواني عن قالون. انظر المبسوط ٢٤٤ - ٢٤٥. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٥٦. وعزاها ابن غلبون في التذكرة ٢/ ٣٧٨ إلى الأعشى.
(٣) قرأها يحيى بن وثاب كما في معاني الفراء ٢/ ٣٨. ومعاني الزجاج ٣/ ٩٤. وأضافها النحاس في إعرابه ٢/ ١٢٧ إلى أبي رزين ورواية عن الأعمش أيضًا.
(٤) انظر أول ذلك عند إعرابه للآية (٥) من سورة الفاتحة.
(٥) انظر الصحاح (غدا).
(٦) ورد تسكين العين في عدة قراءات سوف يذكرها المؤلف بعدُ وأخرجها. وهمه هنا توجيه الإعراب.