وعن الفراء أنه قال: حدثني شيخ من ثقات أهل البصرة أنه الزُّماوَرْدُ (١)، وهو الخبز الرقاق الملفوف فيه اللحم ويقطع بالسكين.
وقرئ أيضًا: (مَتْكَأ) بفتح الميم وإسكان التاء والهمز (٢)، وهو مَفْعَل من تَكِيءَ يَتْكَأُ، إذا اتكأ.
وقوله: ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ﴾ فيه وجهان:
أحدهما وهو الوجه وعليه الجل: أنه بمعنى أعظمنه وهِبْنَ ذلك الحُسْنَ الرائعَ، والجمالَ الفائقَ، والهاء ليوسف - عليه السلام -.
والثاني: أنه بمعنى حِضْنَ، يقال: أكبرت المرأة، إذا حاضت، وأنشد:
٣٢٨ - نَأتِي النِّسَاءَ عَلَى أَطْهَارِهِنَّ وَلا | نأْتِي النِّسَاءَ إِذَا أَكْبَرْنَ إِكبَارَا (٣) |
وقيل: حقيقته دخلت في الكبر، لأنها بالحيض تخرج من حد الصغر إلى حد الكبر (٤)، والهاء على هذا إما للمصدر وهو الإكبار، والفعل يدل على مصدره، كأنه قيل: أكبرن إكبارًا، فأكد الفعل، والأصل أكبرن أكبرن ثم جعل المصدر عوضًا من الفعل الثاني، لأجل طول الكلام فاتصل بالفعل فأضمر، وإما ليوسف، أي: حضن لأجله، أي: لحسنه الرائع، ولجماله الفائق.
(١) معاني الفراء ٢/ ٤٢.
(٢) هي قراءة الأعرج كما في مختصر الشواذ/٦٣/. والكشاف ٢/ ٢٥٣.
(٣) انظر هذا الشاهد الذي أنكره كثير من العلماء في معاني الزجاج ٣/ ١٠٦. وجامع البيان ١٢/ ٢٠٥. والموضح/ ٥٩/. والنكت والعيون ٣/ ٣٢. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٦٠. وزاد المسير ٤/ ٢١٨.
(٤) القول من كلام صاحب الكشاف ٢/ ٥٦.
(٢) هي قراءة الأعرج كما في مختصر الشواذ/٦٣/. والكشاف ٢/ ٢٥٣.
(٣) انظر هذا الشاهد الذي أنكره كثير من العلماء في معاني الزجاج ٣/ ١٠٦. وجامع البيان ١٢/ ٢٠٥. والموضح/ ٥٩/. والنكت والعيون ٣/ ٣٢. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٦٠. وزاد المسير ٤/ ٢١٨.
(٤) القول من كلام صاحب الكشاف ٢/ ٥٦.