﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾:
قوله - عز وجل -: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾ أي: هل ينظرون إلا عاقبة أمره وما يؤول إليه من تبيّن صدقه وظهور صحة ما نطق به من الوعد والوعيد وغيرهما، عن قتادة وغيره (١)، والضمير للكتاب.
وقوله: ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾ ظرف لقوله: ﴿يَقُولُ﴾.
وقوله: ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا﴾ (فيشفعوا) منصوب على جواب الاستفهام، وفيه معنى التمني؛ لأنهم قد علموا أو تيقنوا أنَّه لا شفيع لهم هنالك، وإنما يتمنون أن يكون لهم ثمَّ شفعاء، فَيُرَدُّوا بشفاعتهم، فيعملوا ما كانوا لا يعملونه من العمل الذي ينجيهم من عذاب الله.
وقوله: ﴿أَوْ نُرَدُّ﴾ الجمهور على رفعه عطفًا على محلّ قوله: ﴿مِنْ شُفَعَاءَ﴾ محمولًا على معناه، كأنه قيل: هل يشفع لنا أحد، أو نُردّ؟ أي: أو هل نرد فنعمل؟ فـ ﴿نُرَدُّ﴾ جملة معطوفة على الجملة التي قبلها داخلة معها في حكم الاستفهام.
وقرئ: (أو نردَّ) بالنصب (٢) عطفًا على ﴿فَيَشْفَعُوا﴾، فالتقدير على قراءة الرفع: إن نرزق شفعاء يشفعوا لنا، أو أن نُردَّ ونعمل غير الذي كنا نعمل، فتمنوا الشفعاء وقطعوا بالشفاعة، وتمنوا الرد أيضًا، وضمنوا عمل ما لم يكونوا يعملونه، والتقدير على قراءة النصب: إن نُرزق شفعاء يشفعوا لنا فنسلم بشفاعتهم من العذاب، أو نرد، فتمنوا الشفعاء وحدهم وقطعوا بالشفاعة، أو

(١) انظر جامع البيان ٨/ ٢٠٣ - ٢٠٤.
(٢) شذوذًا، ونسبت إلى ابن أبي إسحاق. انظر إعراب النحاس ١/ ٦١٦. والمحتسب ١/ ٢٥١.
والكشاف ٢/ ٦٥. وزاد ابن عطية ٧/ ٧٤ في نسبتها إلى أبي حيوة.


الصفحة التالية
Icon