ونخيل. وقرئ: بالجر فيهن (١) عطفًا على ﴿أَعْنَابٍ﴾ على: وجنات من أعناب وزرع ونخيل.
وضَعَّفَ بعضُهم قراءةَ الجر وقال: لأنَّ الزرع ليس من الجنات (٢). وليس الأمر كما زعم؛ لأن الأرض إذا كان فيها النخيل والكروم والزرع تسمى جنة، بشهادة قوله جل ذكره: ﴿جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴾ (٣) فسماها جنة كما ترى بعد أن وصفها بالمذكورات.
وقيل: التقدير: ونبات زرع، فعطف على المعنى (٤). والوجه هو الأول لسلامته من الحذف.
والزرع هنا بمعنى المزروع، تسميةً للمفعول بالمصدر، كخَلْقِ الله، وصَيْدِ الصائد، لأن الزرع هو إلقاء الحب في الأرض للنبات.
والنخيل: جمع نخل كعبد وعبيد، والنخل: الشجر الذي ثمره التمر.
والصنوان: جمع صنو، كقنو وقنوان برفع النون في الجمع وبكسرها في التثنية، وفيه لغتان: كسر الصاد وضمها، وقد قرئ بهما (٥) فالكسر لأهل الحجاز، والضم لتميم وقيس (٦)، ويجمع في القلة على أصناء، كعِدْل وأعدال، وقُفْلٍ وأقفَالٍ.

(١) قرأها الباقون. انظر القراءتين في السبعة/ ٣٥٦/. والحجة ٥/ ٥ - ٦. والمبسوط/ ٢٥١/. والتذكرة ٢/ ٣٨٦.
(٢) حُكي هذا عن أبي عمرو بن العلاء. انظر إعراب النحاس ٢/ ١٦٤.
(٣) سورة الكهف، آية: ٣٢.
(٤) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ٧٥١ أيضًا.
(٥) جمهور العشرة على كسر الصاد، وقرأ عاصم في رواية القواس عن حفص عنه، والمفضل عنه بضمها. انظر السبعة/ ٣٥٦/. والحجة ٥/ ٦. والمبسوط/ ٢٥١/. والتذكرة ٢/ ٣٨٦. ونسبها النحاس في معانيه ٣/ ٤٦٩ إلى أبي رجاء، وأبي عبد الرحمن، وطلحة.
(٦) كذا قال النحاس في إعرابه ٢/ ١٦٥ عن الفراء. وانظر المحتسب ١/ ٣٥١. والكشاف ٢/ ٢٧٩.


الصفحة التالية
Icon