وعن بعض القراء: (صَنْوَان) بفتح الصاد (١)، قال أبو الفتح: فإن صح ذلك فهو اسم الجمع كالسَّعدان، وليس من أمثلة التكسير (٢).
وإذا خرجت نخلتان أو نخلات من أصل واحد فكل واحدة منهم صِنْوٌ، وفي الحديث: "عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه" (٣). لأنهما فرعان من أصل واحد. وهي صفة لقوله: (نخيلٌ).
وقوله: (تُسْقَى بماءٍ واحدٍ) قرئ: بالتاء النقط من فوقه (٤) على التأنيث، أي: تسقى هذه الأشياء التي تقدم ذكرها. وبالياء النقط من تحتها (٥) على التذكير، أي: يسقى ذلك أو ما ذكر.
وقوله: ﴿وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا﴾ قرئ بالنون (٦) على استئناف الخبر من الله جل ذكره عن نفسه. وبالياء النقط من تحته (٧) على البناء للفاعل وهو الله تعالى حملًا على قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ﴾ وما عطف عليه من الأفاعيل المسندة إلى ذكره جل ذكره. وبالياء أيضًا النقط من تحته مع فتح الضاد على البناء للمفعول، ورفع (بعضها) به (٨)، ووجهها ظاهر.

(١) قرأها الحسن، وقتادة. انظر المحتسب ١/ ٣٥١. والمحرر ١٠/ ١٠. ونسبت في الشواذ/ ٦٦/ إلى الأعرج.
(٢) المحتسب ١/ ٣٥٣. والسَّعْدان: نبت، قال الجوهري: هو من أفضل مراعي الإبل، وقيل: هو شوك النخل.
(٣) من حديث طويل صحيح، أخرجه الإمام مسلم في الزكاة، باب في تقديم الزكاة ومنعها (٩٨٣). واللفظ أيضًا في مسند الإمام أحمد ١/ ٩٤. وسنن أبي داود (٦٢٣). وسنن الترمذي (٣٧٦٢).
(٤) هذه قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٥) قرأها عاصم، وابن عامر، ويعقوب. انظر السبعة ٣٥٦ - ٣٥٧. والحجة ٥/ ١٠ والمبسوط / ٢٥١/. والتذكرة ٢/ ٣٨٦.
(٦) قراءة الأكثر كما سيأتي.
(٧) قرأها حمزة، والكسائي، وخلف. وانظر القراءتين في المصادر السابقة في المواضع نفسها.
(٨) شاذة نسبت إلى يحيى بن يعمر، وأبي حيوة. انظر مختصر الشواذ/ ٦٦/. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٠. وهي رواية الحلبي عن عبد الوارث كما في زاد المسير ٤/ ٣٠٣.


الصفحة التالية
Icon