وقوله: ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ يحتمل أن يكون متعلقًا بـ ﴿يَخْرُجُ﴾، وأن يكون في موضع الحال من النبات، قيل: كأنه قيل: يخرج نباته حسنًا وافيًا؛ لأنه واقع في مقابلةِ ﴿نَكِدًا﴾ (١). أو مأذونًا فيه.
وقوله: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: أن الموصوف محذوف وهو البلد، تقديره: والبلد الخبيث لا يخرج نباته إلَّا نكدًا، فحذف المضاف الذي هو النبات، وأقيم المضاف إليه الذي هو الراجع إلى البلد مقامه، إلَّا أنَّه كان مجرورًا بارزًا فانقلب مرفوعًا مستكنًا لوقوعه موقع الفاعل.
والثاني: أنَّه على حذف المضاف تقديره: ونبات الذي خبث، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
والذي خبث: الأرض السبخة التي لا تنتب ما ينتفع به.
و﴿نَكِدًا﴾: منصوب على الحال من المستكن في ﴿لَا يَخْرُجُ﴾. والنَّكِدُ فيما ذكر أهل اللغة: العسر لشدته، وهو الممتنع من إعطاء الخير على جهة البخل، وأنشدوا:
٢٢٩ - وأعطِ ما أعطيتَهُ طيِّبًا | لا خَيْرَ في المَنكُودِ والنَّاكدِ (٢) |
(٢) لم أجد من نسبه، وهو من شواهد الخليل في العين ٥/ ٣٣١. والطبري ٨/ ٢١١. والماوردي ٢/ ٢٣٢. والمخصص ١٢/ ٢٢٨. والمحرر الوجيز ٧/ ٨٦. والتفسير الكبير ١٤/ ١١٨.