أن تكون موصولة والمقصود بالذم محذوف، أي: بئس ما يزرونه وزرهم. وأن تكون مصدريةً، أي: بئس الوزر وزرهم، ومعنى يزرون: يحملون.
﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٦) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ﴾ أي: أتَى أمره من جهة القواعد، وهي الأساس (١).
وقوله: ﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ يحتمل أن يكون من صلة (خَرَّ) وأن يكون حالًا، أي: كائنًا من فوقهم.
وقوله: ﴿تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ قرئ: بفتح النون، والمفعول محذوف، أي: تشاقونَ النبيَّ والمؤمنين، أي: تعادونهم وتخالفونهم في عبادتهم، أو تشاقونني، بشهادة قراءة مَنْ كَسَرَ النون وهو نافع المدني (٢)، بمعنى: تشاقونني، فحذف إحدى النونين وهي الثانية، وقد فسرتُ مثل هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (٣).
وقوله: ﴿إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ﴾ (اليوم) ظرف للخزي، ومعمول له، وهو مصدر قولك: خَزِيَ بالكسر يخزَى خِزْيًا، إذا ذل وهان. وقال ابن

(١) كذا (الأساس) من (أ) و (ط) وهذا ما عليه أكثر العلماء كأبي عبيدة، والطبري، والماوردي، والراغب... وفي (ب): (الأساطين) وهذه موافقة لما عند الزجاج ٣/ ١٩٥ حيث بينها بقوله: أساطين البناء التي تعمده. وانظر مفاتيح الغيب ٢٠/ ١٧. وروح المعاني ١٤/ ١٢٥ فقد شرحاها على ما يؤيد النسخة (ب) والله أعلم.
(٢) انظر قراءة الإمام نافع وحده مع قراءة الباقين في السبعة ٣٧١ - ٣٧٢. والحجة ٥/ ٥٩. والمبسوط / ٢٦٣/.
(٣) انظر إعرابه للآية (٥٤) من "الحجر".


الصفحة التالية
Icon