للشراب (١). وقيل: للقرآن (٢). فإن أَعَدْتَهُ إلى الشراب، كان ارتفاع ﴿شِفَاءٌ﴾ بالظرف على المذهبين لجريه وصفًا على المرفوع وهو الشراب، كارتفاع ألوانٍ بـ ﴿مُخْتَلِفٌ﴾ على المذهبين لجريه وصفًا على الشراب (٣). وإن أعدته إلى القرآن فيرتفع ﴿شِفَاءٌ﴾ بالابتداء على رأي صاحب الكتاب، وبالظرف على رأي أبي الحسن.
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ اللام من صلة ﴿يُرَدُّ﴾، والفعل منصوب بكي نفسها، لا بإضمار أَنْ لأجل دخول اللام عليها، و ﴿شَيْئًا﴾ منصوب بالمصدر الذي هو ﴿عِلْمٍ﴾ على رأي أهل البصرة على إعمال الثاني. وبالفعل الذي هو ﴿يَعْلَمَ﴾ على رأي أهل الكوفة على إعمال الأول (٤).
﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٧١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ﴾ فيه أوجه:
أحدها: أن الجملة من المبتدأ والخبر جملة اسمية واقعة في موضع جملة فعلية، ومحلها النصب على جواب النفي بالفاء، والتقدير: فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا فيه مع عبيدهم، أو على الحال على تقدير زيادة الفاء.
(٢) هذا قول مجاهد كما في المصادر السابقة.
(٣) انظر هذا الوجه في البيان ٢/ ٨٠ أيضًا.
(٤) انظر البيان ٢/ ١٦٩.