كَكِتَابٍ وَكُتُبٍ، وهو مصدرٌ، يقال: كَذِبَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ كَذِبًا وكِذَابًا، وجُمع لاختلاف الكذب وإرادة النوع، والقول في إعرابه كالقول في إعراب قراءة الجمهور.
وقرئ: كذلك إلا أنه برفع الباء (١) على الوصف للألسنة، وهو جمع كذوب كصبُورٍ وصُبُرٍ.
وقرئ: كقراءة الجمهور إلا أنه بجر الباء (٢) على الوصف لما المصدرية، أي: لوصفها الكذب، بمعنى: الكَاذِب، أو على البدل منها كأنه قيل: ولا تَقُولُوا للكذب الذي تصف ألسنتكم.
وقوله: ﴿لِتَفْتَرُوا﴾ اللام لام كي، وهي من صلة ﴿وَلَا تَقُولُوا﴾. وقيل: لام العاقبة (٣).
﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: منفعتهم فيما هم عليه من أفعال الجاهلية منفعة قليلة لا بقاء لها. و ﴿قَلِيلٌ﴾ نعت لـ ﴿مَتَاعٌ﴾، ويجوز في الكلام نصبهما على: يتمتعون بذلك متاعًا قليلًا، أي: تمتعًا قليلًا (٤).
(٢) يعني (الكَذِب) وهي قراءة الحسن، والأعرج، وطلحة وغيرهم. انظر إعراب النحاس، والمحتسب في الموضعين السابقين، ومشكل مكي ٢/ ٢٢.
(٣) وتسمى أيضًا لام الصيرورة، وانظر البحر المحيط ٥/ ٥٤٥.
(٤) جوزه الزجاج ٣/ ٢٢٢. والنحاس في الإعراب ٢/ ٢٢٧.