وقوله: ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ يحتمل أن يكون من صلة ﴿قَصَصْنَا﴾، وأن يكون من صلة ﴿حَرَّمْنَا﴾.
وقوله: ﴿بِجَهَالَةٍ﴾ في موضع الحال من الضمير في ﴿عَمِلُوا﴾، أي: عملوا جاهلين.
﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَانَ أُمَّةً قَانِتًا﴾ (قانتًا) خبر بعد خبر، أو صفة لأمة، وكذلك ﴿حَنِيفًا﴾، ولك أن تجعل ﴿حَنِيفًا﴾ حالًا من المنوي في ﴿قَانِتًا﴾، والأمة: الرجل الجامع للخير، والقانت: المطيع، والحنيف: المايل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام، وقد ذكر (١).
وقوله: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ﴾ خبر أيضًا بعد خبر، و ﴿لِأَنْعُمِهِ﴾ متعلق به.
وقوله: ﴿اجْتَبَاهُ﴾ يحتمل أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون مستأنفًا، وأن يكون حالًا وقد معه مرادة.
﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣) إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤) ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)﴾: