قوله عز وجل: ﴿حَنِيفًا﴾ حال إما من المنوي في ﴿اتَّبِعْ﴾، أو من ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾، إذ المعنى: اتبع (إبراهيم).
وقوله: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا﴾ العقاب: العقوبة، وقد عاقبه بذنب، إذا جازاه بمثل ما فعل.
وقرئ: (وإن عَقَّبْتُمْ فَعَقِّبُوا) بتشديد القاف من غير ألف فيهما (١)، قال أبو الفتح: معناه وإن تَتَبَّعْتُمْ فَتَتَبَّعُوا بقدر الحق الذي لكم ولا تزيدوا عليه، انتهى كلامه (٢).
وقوله: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ﴾ اللام لام قسم، وإن شرط. ﴿لَهُوَ خَيْرٌ﴾: جواب القسم، وقد سدَّ جواب الشرط. والضمير في ﴿لَهُوَ﴾ للصبر، وهو مصدر (صبرتم) دل عليه فعله، أي: والله لَلصَّبْرُ خَيْرٌ للصابرين، أو للعفو، دل عليه معنى الكلام.
﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ابتداء وخبر، أي: بتوفيقه وعونه. وقيل: إلا لله، أي لأجله (٣).
وقوله: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ أي: على الكافرين بإعراضهم عنك، أو على المؤمنين بسبب ما فعل بهم الكافرون، فإِنهم أَفْضَوْا إلى رحمة الله ورضوانه، وهم قتلى أُحُدٍ من المسلمين على ما فسر، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين (٤).
(٢) المحتسب الموضع السابق.
(٣) الجمهور على الأول. وانظر الثاني في النكت والعيون ٣/ ٢٢٢ لكن فيه: إلا لوجه الله.
(٤) كون الضمير في (عليهم) لكفار قريش: هو قول الطبري، والماوردي، والبغوي. ورجحه =