لتفسدن، وقد جُوِّزَ أن يجري القضاء مجرى القسم، فيكون (لتفسدن) جوابًا له، كأنه قيل: وأقسمنا لتفسدن، وحذفت النون التي هي علم الرفع لأجل نون التوكيد، وواو الضمير (١) لسكونها وسكون نون التوكيد، وبقيت ضمة الدال تدل عليها.
والجمهور على ضم التاء وكسر السين في ﴿لَتُفْسِدُنَّ﴾ من أفسد مبنيًا للفاعل، أي: لتفسدن الأديان أو الخلق، فحذف المفعول للعلم به.
وقرئ: (لَتُفْسَدُنَّ) على البناء للمفعول (٢)، من أفسد أيضًا، بمعنى: يفسدكم غيركم.
و(لَتَفْسُدُنَّ) بفتح التاء وضم السِين (٣)، من فسد، لأنهم إذا أفسدوا فقد فَسَدُوا (٤).
وانتصاب ﴿مَرَّتَيْنِ﴾ على الظرف، أي: وقتين، أو على المصدر من غير لفظ فعله، وفعله كرَّ، يقال: كَرَّ كَرًّا وَكَرَّةً.
و﴿عُلُوًّا﴾: منصوب على المصدر. و ﴿كَبِيرًا﴾: صفته.
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥)﴾:

(١) يعني وحذفت واو الضمير. والأصل: لتفسدوننَّ.
(٢) قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما -، وجابر بن زيد، ونصر بن عاصم. انظر إعراب النحاس ٢/ ٢٣١. ومختصر الشواذ / ٧٥/. والمحتسب ٢/ ١٤. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢٦٠. والبحر المحيط ٦/ ٨. وروح المعاني ١٥/ ١٦. وكل هذه المصادر فيها جابر بن (زيد) عدا المحتسب ففيه جابر بن (يزيد). وفي الدر المصون في الأصل (زيد) لكن المحقق الفاضل أبدلها بـ (يزيد) وليس لديه من حجة إلا أن جابر بن يزيد له ترجمة في كتب رجال الحديث!
(٣) قرأها عيسى بن عمر الثقفي. انظر مختصر الشواذ، والمحتسب، والمحرر الوجيز في المواضع السابقة.
(٤) في (أ): لأنه إذا فسد، فسد غيره. معنى صحيح. وفي المطبوع: لأنهم إذا فسدوا فقد فسدوا. تحريف.


الصفحة التالية
Icon