منها الهمزة تخفيفًا (١).
وقرئ: (ليسوءُوا) بالياء النقط من تحته، وضم الهمزة بعدها واو الجمع (٢). أي: ليسوء العبادُ المبعوثون وجوهكم.
وقرئ: (لِيَسُوءَ) بالياء وفتح الهمزة (٣)، على أن المنوي فيه لله جل ذكره، أو للبعث، أو للوعد.
وقرئ كذلك: إلا أنه بالنون (٤)، على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بلفظ الجمع حملًا على ما قبله وهو (بعثنا)، و (رددنا)، و (أمددنا).
هذه القراءات المشهورة، وقرئ أيضًا: (لِيُسِيءَ) بضم الياء وكسر السين، وياء بعدها، وفتح الهمزة (٥)، والضمير لله عز وجل أو للوعد، أو للبعث، على ما ذكر آنفًا، أي: ليقبح أحد هؤلاء وجوهكم، ومنه: امرأة سَوْآء، أي: قبيحة (٦).
وقرئ أيضًا: (لَيسوءنْ) بفتح اللام، وهي لام قسم محذوف، وبالنون الخفيفة، والوقف عليها بالألف (٧)، واللام في (ليدخلوا) على هذه القراءة:
(٢) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٣) قرأها أبو بكر عن عاصم، وابن عامر، وحمزة، وخلف كما سوف يأتي.
(٤) قرأها الكسائي وحده. وانظر هذه القراءات في السبعة / ٣٧٨/. والحجة ٥/ ٨٥. والمبسوط / ٢٦٧/. والتذكرة ٢/ ٤٠٤.
(٥) هذه إحدى الروايتين عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، وهي رواية أبي حاتم. انظر إعراب النحاس ٢/ ٢٣٢. والمحتسب ٢/ ١٥. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢٦٤. وحكاها العكبري ٢/ ٨١٤ دون نسبة.
(٦) كذا في الصحاح (سوأ). وضبطتها منه، وانظر اللسان.
(٧) أي: ليسوءا. وهي قراءة أُبي - رضي الله عنه - في الرواية الثانية. انظر إعراب النحاس الموضع السابق. ومختصر الشواذ / ٧٥/. وضُبطت في معاني الفراء ٢/ ١١٧ هكذا (لِنسوءن) بتخفيف النون. وفي المحتسب ٢/ ١٥: (لِنسوءًا) بالتنوين. وصرح أبو حيان ٦/ ١١ أنها بلام الأمر، والنون التي للعظمة، ونون التوكيد الخفيفة آخرًا. قلت: وقد ذكروا قراءة عن علي - رضي الله عنه - كهذه التي حكاها المؤلف تبعًا للنحاس وابن خالويه لكنها بنون التوكيد الثقيلة.