الله ولا يغيثه.
والإصراخ: الإغاثة، يقال: استصرخني فلان فأصرخته، أي: استغاثني فأغثته. قيل: والكلمة من الصراخ، وهو الصوت الشديد من الفزع وغيره، والهمزة في أصرخته للسلب، كالتي في أشكيته، لأنك سلبته الصراخ حين أغثته.
وقرئ: (بمُصْرِخِيَّ)، بفتح الياء على الأصل (١)، لأنها تُفتح - أعني ياء النفْس - وليس قبلها ساكن، فإذا احتيج إلى حركتها للساكن الذي قبلها وهو ياء الجمع، لم يكن غير الفتح، إما على الأصل، أو لالتقاء الساكنين، وذلك أن يكون أدغمت ياء الجمع فيها وهي ساكنة ففتحت لالتقاء الساكنين، وكان الفتح أولى بها لأنه أصلها، وإنما كان أصلها الفتح، لأن الكسرة والضمة كلتيهما في الياء ثقيلة، لأنها منها، فالياء الأولى ياء الجمع، والثانية ياء النفس، فأدغمت الأولى في الثانية وهي مفتوحة، أو فتحت لالتقاء الساكنين على ما أوضحت آنفًا.
وقرئ: (بمُصرِخِيِّ) بكسرها، وهي قراءة حمزة - رحمه الله - (٢)، وفيها أوجه:
أحدها: أنه قَدّر ياء الإضافة ساكنةً مشيًا على أصله فيها، وقبلها ياء ساكنة، فحرّكها بالكسر على أصل التقاء الساكنين.
والثاني: أنه شَبَّهَ ياء الإضافة بهاء الإضمار، فوصلها بياء كما توصل هاء الإضمار، ثم حذف الياء كراهة اجتماع ثلاث ياءات: ياء الجمع، وياء النفس، وياء الصلة، وبَقَّى الكسرة قبلها تدل عليها.

(١) هذه قراءة الجمهور كما سوف يأتي في التخريج التالي.
(٢) انظر قراءته وقراءة الجمهور في السبعة / ٣٦٢/. والحجة ٥/ ٢٨. والمبسوط / ٢٥٦/. وقرأ بها آخرون من غير العشرة كما سيذكر المؤلف بعد.


الصفحة التالية
Icon