وقيل: ولا يفعلن ما يُؤدي من غير قصد منه إلى الشعور بنا، فسمى ذلك إشعارًا منه بهم، لأنه سبب فيه (١).
﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (٢٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ﴾ الضمير في ﴿إِنَّهُمْ﴾ يعود إلى الأهل المقدر في ﴿أَيُّهَا﴾ (٢). وقيل: يعود إلى (أحدٍ) لأنه للعموم، كقوله: ﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ (٣).
وقوله: ﴿يَرْجُمُوكُمْ﴾ أي: يقتلوكم بالحجارة، وهو من أخبث القتل.
وقوله: ﴿أَوْ يُعِيدُوكُمْ﴾ أي: يردوكم في ملتهم - وهو الكفر - ويصيروكم إليها. قيل: والعود في معنى الصيرورة أكثر شيء في كلامهم، يقولون: ما عُدْتُ أفعل كذا. يريدون ابتداء الفعل (٤).
وقوله: ﴿وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ أي: ولن تسعدوا في الدارين إن عدتم إلى ملتهم، و ﴿أَبَدًا﴾ أي: دائمًا.
﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ أي: كما أعلمناك قصتهم أعثرنا عليهم، أي: أطلعنا الناس عليهم. وقيل: كما أنمناهم وأيقظناهم لما
(٢) من الآية التي قبلها حيث قدر (أيها) بـ: أهلها.
(٣) سورة الحاقة، الآية: ٤٧.
(٤) الكشاف ٢/ ٣٨٤.