كذا وَعَدَّيْتُهَا عنه، بمعنى صرفتها عنه. نقل بالهمزة مرة، وبتثقيل الحشو أخرى، قال الشاعر:

٤٠٠ - حتى لَحِقْنا بهم تُعْدِي فوارسُنا .......... (١)
أي: تُعدِي فوارسنا خيلهم عن كذا، فحذف مفعوليه، أو تُعْديها، من عدا الفرس، إذا جرى، والمعنيان متقاربان، لأن الفرس إذا عدا فقد جاوز مكانًا إلى غيره، فاعرفه فإنه من كلام أبي الفتح - رحمه الله - (٢). وقال:
٤٠١ - فَعَدِّ عَمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجَاعَ لَهُ .......... (٣)
أي: فعدَّ همك عما ترى.
وقوله: ﴿تُرِيدُ﴾ في موضع الحال من العينين، وإنما وحد لأنها جارحة واحدة، وقال:
٤٠٢ -........... بهَا العَيْنَانِ تَنْهَلُّ (٤)
= معاني النحاس ٤/ ٢٣٠ - ٢٣١. ومختصر الشواذ / ٧٩/. والمحرر الوجيز الموضع السابق.
(١) البيت للنابغة الجعدي، وعجزه:
............. كأننا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا
وانظره في المعاني الكبير ٢/ ٨٨٣. وجمهرة اللغة ٢/ ٦٦٦. وأمالي القالي ٢/ ٢٢٨. والخصائص ١/ ١٣٤. والمحتسب ٢/ ٢٧. والصحاح (أول). وجميع المصادر السابقة - عدا ابن جني - على: (لحقناهم). وتُعدي فوارسنا: أي تحمل أفراسها على العدو، وهو السير السريع. ورعن القف: أنف الجبل. والآل: ما يشبه السراب.
(٢) المحتسب ٢/ ٢٧ - ٢٨.
(٣) البيت للنابغة الذبياني من معلقته، وعجزه:
........... وانم القُتود على عيرانة أُجُد
وانظره في شرح القصائد المشهورات للنحاس ٢/ ١٦١. وشرح القصائد العشر للخطيب التبريزي / ٣٥٢/. واستشهد به الزمخشري في الكشاف ٢/ ٣٨٨.
(٤) لامرئ القيس، وصدره:
لمن زُحْلُوقة زُلُّ ...........
وانظره في جمهرة اللغة ١/ ٥٩. وأمالي القالي ١/ ٤٢. والمحتسب ٢/ ١٨٠. والصحاح (زلل).


الصفحة التالية
Icon