والإستبرق: نوعان من الديباج، أما السندس: فما رَقَّ منه، وأما الإستبرق: فما غلظ منه، وهو أعجمي، وأصله بالفارسية إِسْتَبْرَه، فَعُرِّب (١).
وقوله: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ انتصاب ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ على الحال، إما من الضمير في ﴿تَحْتِهِمُ﴾، أو من الضمير في ﴿يُحَلَّوْنَ﴾ أو ﴿يَلْبَسُونَ﴾. و ﴿فِيهَا﴾ من صلة ﴿مُتَّكِئِينَ﴾، والضمير للجنة. وأما ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾: فيحتمل أن يكون من صلة ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أيضًا، وأن يكون في موضع الحال من الضمير في متكئين، أي: متكئين في الجنة، عالين على الأرائك. والأرائك جمع أريكة، وهي سرير الحَجَلةِ، وهو من ذهب متكلل بالدر والياقوت، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٢). والاتكاءُ والتوكؤ بمعنىً، وفي التنزيل: ﴿أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾ (٣).
وقوله: ﴿نِعْمَ الثَّوَابُ﴾ المخصوص بالمدح محذوف، أي: نعم الثواب ثوابهم، أو الجنة. و ﴿حَسُنَتْ﴾، أي: وحسنت الجنة، وقيل: الأرائك (٤). ﴿مُرْتَفَقًا﴾ أي: متكأ، وقيل: منزلًا (٥). ونصبُه على التمييز.
﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (٣٢)﴾:

(١) كذا (إستبره) بالباء في النكت والعيون ٣/ ٣٠٤. وجاءت في المعرّب للجواليقي / ١٥/. وزاد المسير ٥/ ١٣٨ (إستفره) بالفاء. وفي نسخة من المعرب مثل ما نص عليه المؤلف والماوردي. وقال ابن دريد في الجمهرة ٣/ ١٣٢٦: أصله (إستروة). ثم إني وجدت الآلوسي ١٥/ ٢٧١ ينقل عن ابن قتيبة أنه عُرّب من الرومية، وأصله: استبره، فأبدلوا الهاء قافًا.
(٢) كون الأريكة هي السرير في الحجلة: أخرجه البيهقي في كتاب البعث والنشور حديث (٣٠٥) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٨٨ إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. والحجلة: قبة تضرب للعروس.
(٣) سورة طه، الآية: ١٨.
(٤) قاله الطبري ١٥/ ٢٤٣ قال: وحسنت هذه الأرائك في هذه الجنان التي وصف تعالى ذكره في هذه الآية متكأ. واقتصر الفراء ٢/ ١٤١. والنحاس في المعاني ٤/ ٢٣٧. وفي الإعراب ٢/ ٢٧٤. وابن عطية ١٠/ ٣٩٩ على الأول.
(٥) تقدم القول في المرتفق آخر الآية (٢٩) وخرجته هناك.


الصفحة التالية
Icon