والمُنْقَلَبُ: موضع الانقلاب، وقيل: الانقلاب (١). وانتصابه على التمييز، و (وجدت) هنا من وجدان الضالة (٢).
وقوله: ﴿ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا﴾ انتصاب قوله: ﴿رَجُلًا﴾ على الحال من الكاف، على معنى: عَدّلك وأَكْمَلك رجلًا، أي: ذَكَرًا بالغًا مبلغ الرجال، ولك أن تجعله مفعولًا ثانيًا على تضمين التسوية معنى التصيير، أي: صيرك إنسانًا ذكرًا.
﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (٣٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ الأصل في ﴿لَكِنَّا﴾ (لكنْ أنا) فألقيت حركة الهمزة على النون وحذفت الهمزة فبقيت لكننا بنونين متحركتين كما ترى، فلما تلاقت النونان أسكنت الأولى وأدغمت في الثانية.
وقيل: بل حذفت الهمزة مع حركتها حذفًا، وأدغمت النون في النون فصارت (لكنّ) كما ترى (٣).
فلكن: حرف استدراك لقوله: ﴿أَكَفَرْتَ﴾ على معنى لست أكفر بالله كما كفرت، لكني أقر بأن الله ربي. و (أنا) مبتدأ، و ﴿هُوَ﴾ مبتدأ ثان. وهو ضمير الشأن، و ﴿اللَّهُ﴾ مبتدأ ثالث. و ﴿رَبِّي﴾ خبر المبتدأ الثالث. وهو الشأن، أعني: الله ربي، والجملة خبر عن هو، وهو وما بعده من الجملة خبر عن (أنا)، والراجع من الجملة إلى المبتدأ الأول الياء في ﴿رَبِّي﴾ كقولك: أنا قام غلامي.
فإن قلت: فالجملة إذا وقعت خبرًا لا بد فيها من راجع إلى المبتدإِ، فأين الراجع على ﴿هُوَ﴾ من الجملة بعده التي هي خبر عنه؟ قلت: حكم
(٢) يعني أنه لا يتعدى إلا إلى واحد.
(٣) انظر البيان ٢/ ١٠٧. والتبيان ٢/ ٨٤٧.