أي: بل لهم وقت وعد (١).
وقوله: ﴿لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ (موئلًا) مَفْعِلٌ من وَأَلَ يَئِلُ وُؤُولًا وموئلًا، إذا نجا، ويحتمل أيضًا أن يكون مكانًا، أي: موضع نجاة، [وأن يكون مصدرًا، أي: نجاة] (٢).
﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ محل ﴿تِلْكَ﴾ الرفع بالابتداء، و ﴿الْقُرَى﴾ نعت لها، لأنَّ إسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس، وفي الكلام حذف مضاف، أي: وأهل تلك القرى. و ﴿أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ الخبر، أو النصب بإضمار أهلكنا، دل عليه المذكور.
وقوله: ﴿وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ قرئ: (لِمُهْلَكِهم) بضم الميم وفتح اللام (٣)، وهو مصدر بمعنى الإهلاك مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف أي: وجعلنا لإهلاكنا إياهم وقتًا معلومًا لا يتأخرون عنه. وقيل: لوقت إهلاكنا إياهم.
والمهلك: الإهلاك ووقته، ويجوز أن يكون موضعًا للإهلاك، وكذلك كل فعل ماضيه على أفعل، فالمصدر منه مُفْعَلٌ أو إِفْعَالٌ، واسم الزمان مُفْعَلٌ، وكذلك اسم المكان، تقول: أدخلت فلانًا مُدْخلًا أو إدْخَالًا وهذا مُدْخَلُه، أي: المكان الذي يُدْخَلُ فيه، وهذا مُدْخَلُه، أي: وقت إدخاله.
وقرئ: (لِمَهْلَكِهِم) بفتح الميم واللام (٤)، وهو مصدر هلك، لأن ما
(٢) سقط ما بين المعكوفتين من (أ) و (ب) والالتباس واضح. وانظر الوجهين في التبيان ٢/ ٨٥٣.
(٣) هذه قراءة الجمهور غير عاصم كما سيأتي.
(٤) قرأها عاصم في رواية أبي بكر فقط كما سوف أخرج بعد.