لله، بل كان متواضعًا مطيعًا له.
وقوله: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ﴾ ابتداء وخبر.
﴿وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾: عطف على ﴿يَوْمَ وُلِدَ﴾ والجميع ظرف للخبر، أي: سلام كائن عليه في هذه الأيام. وقيل: سلم الله عليه في هذه الأحوال والمواطن تكريمًا له (١).
وقيل: المراد بالسلام هنا: السلامة (٢)، أي: سلامة مني له في هذه الأحوال.
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ في الكلام حذف مضاف تقديره: واذكر يا محمد في القرآن لأهل مكة قصة مريم، أو خبرها، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب أن مريم اسم أعجمي والمانع له من الصرف العجمة والتعريف (٣). وقيل: عربي، وهو مفعل من رام يريم، والمانع له من الصرف التعريف والتأنيث (٤).
(٢) عزاه ابن الجوزي ٥/ ٣١٥ إلى ابن السائب. ويشهد له ما ورد عن سفيان بن عيينة قال: أوحش ما يكون الإنسان في هذه الأحوال يوم ولد فيخرج مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يبعث حيًا فيرى نفسه في محشر لم ير مثله، فخصّ يحيى بالسلامة في هذه المواطن. (معالم التنزيل ٣/ ١٩٠).
(٣) تتبعتُ المواضع التي ورد فيها اسم (مريم) في القرآن الكريم فلم أجد عند أحدها ذكر هذا الذي قاله، وإنما ذكر أنه عربي كما سوف يأتي، وعلى كل حال فقد نصّ الجواليقي / ٣١٧/ على أنه أعجمي.
(٤) كذا ذكر ذلك عند إعراب الآية (٨٧) من البقرة. وكونه مفعل من رام يريم: حكاه الجوهري (ريم) عن أبي عمرو.