والوجه هو الأول، وهو أن يكون لازمًا، وأن تَنصب ﴿رُطَبًا﴾ على التمييز أو على الحال، وقد ذكرت مذهب المبرد فيه قبيل (١).
وقرئ أيضًا: (تُسَاقِط) بضم التاء، وكسر القاف مخففة السين بوزن تُفَاعِل (٢)، ومعناه: (تُسْقِطُ) بضم التاء، وبه قرأ بعض القراء (٣)، والمنوي فيهما للنخلة.
و(يُسَاقِطْ) بضم الياء النقط من تحته، وكسر القاف مخففة السين (٤)، على إسناد الفعل إلى ضمير الجذع.
و﴿رُطَبًا﴾: على هذه القراآت الثلاث مفعول به، أو حال والمفعول محذوف وهو الثمرة، أي: تُسْقِطُ النخلة ثمرها في حال كونها رطبًا.
وقرئ أيضًا: (يَسَّاقط) بفتح الياء والسين مشددة (٥)، والأصل يَتَساقط، فأدغمت التاء في السين، ومعناه: (يَسْقُطُ)، وبه قرأ بعض القراء (٦)، والمستكن فيهما للجذع، و ﴿رُطَبًا﴾ تمييز. أو حال، فهذه تسع قراءات فاعرفهن جمع.
فإن قلت: هل ثَمَّ فرق بين تُسَاقِطْ وتَسْقُطُ، أو: تُسَاقِط وتُسْقِط أم لا؟ قلت: نعم بينهما فريق، وذلك أن السقوط أو الإسقاط يكون دفعة واحدة في

(١) انظر إعراب أول هذه الآية.
(٢) هذه قراءة حفص عن عاصم كما في مصادر القراءة الأولى.
(٣) هو أبو نهيك كما في الطبري ١٦/ ٧٣. وأبو حيوة كما في مختصر الشواذ / ٨٤/. ومسروق كما في المحرر الوجيز ١١/ ٢٤.
(٤) بهذا الضبط نسبها أبو الفتح ٢/ ٤٠ إلى مسروق. ونسبها ابن الجوزي ٥/ ٢٢٣ إلى عبد الله بن عمرو، وعائشة، والحسن - رضي الله عنهم - ورحمهم.
(٥) قراءة صحيحة ليعقوب، وحماد عن عاصم، ونصير عن الكسائي. انظر المبسوط / ٢٨٨/. والتذكرة ٢/ ٤٢٥. وهي قراءة أُبي - رضي الله عنه - كما في جامع البيان ١٦/ ٧٣ وفيه تحريف للضبط. وإعراب النحاس ٢/ ٣١٠. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٤.
(٦) هو أبو حيوة كما في مختصر الشواذ، والمحرر الوجيز الموضعين السابقين. ونسبها ابن الجوزي في الموضع السابق إلى أبي رزين العقيلي، وابن أبي عبلة.


الصفحة التالية
Icon