والعهد: شهادة أن لا إله إلا الله، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (١). وقيل: العمل الصالح (٢). وقيل: حفظ كتب الله جل ذكره (٣). وقيل: غير ذلك.
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿شَيْئًا إِدًّا﴾ (شيئًا) يجوز أن يكون مفعولًا به، وأن يكون مصدرًا واقعًا موقع (مجيئًا) (٤).
والجمهور على كسر همزة قوله: ﴿إِدًّا﴾ وهو العظيم الفظيع، وقرئ: (أَدًّا) بالفتح (٥)، وهو مصدر قولك: أَدَّتْ فلانًا داهيةٌ تَؤُدُّه أَدًّا، إذا أصابته وأهلكته، أي: شيئًا ذا أَدٍّ، أو جعله نفس الأَدِّ، وهو أبلغ.
وعن ابن خالويه: الإِدُّ والأَدُّ بالكسر والفتح: العَجَبُ (٦).
وقيل: الإِدُّ بالكسر مصدر قولك: أَدَّ الأمرُ يَئِدُّ إِدًّا، إذا عظم (٧)، والإِدُّ الأمر العظيم، وقد ذكر آنفًا.
﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿تَكَادُ﴾ قرئ: بالتاء النقط من فوقه على تأنيث

(١) أخرجه الطبري ١٦/ ١٢٨.
(٢) قاله ابن جريج كما في جامع البيان الموضع السابق.
(٣) قاله الليث كما في البحر المحيط ٦/ ٢١٧. وروح المعاني ١٦/ ١٣٨. لكن فيهما كتاب بدل (كتب).
(٤) في (أ) و (ب): نجيا.
(٥) قرأها أبو عبد الرحمن السلمي كما في معاني الفراء ٢/ ١٧٣. ومعاني النحاس ٤/ ٣٦٤ وإعرابه ٢/ ٣٢٨. والمحتسب ٢/ ٤٥. والمحرر الوجيز ١١/ ٥٨. ونسبها ابن خالويه / ٨٦/. إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
(٦) كذا في مختصره الموضع السابق. وابن خالويه هو الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني، إمام في العربية، قرأ القرآن على ابن مجاهد، والنحو والأدب على ابن دريد، وابن الأنباري، سكن حلب وتوفي بها عام ٣٧٠ هـ له من الكتب الكثير، منها الجمل في النحو، وإعراب ثلاثين سورة. والحجة في القراءات. ومختصر الشواذ. وغيرها.
(٧) انظر الكشاف ٢/ ٤٢٤. ولم أجد في الصحاح أو اللسان أن مصدر (أدَّ) هو (إدًّا) بالكسر، وقول ابن خالويه يحتمل أنه أراد المعنى أو المصدرية، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon