ترفعه على إضمار هو، ومن لم ينونه جعله اسمًا لبقعة أو أرض، وهو مذكر، فهو بمنزلة امرأة سميتها بحجر.
وقيل: هو معدول كعمر، وإن لم يعرف لفظ المعدول عنه، فكأن أصله طاوٍ، ألا ترى أن جُمَع وكُتَع معدولتان وإن لم يستعمل لفظ المعدول عنهما (١).
وقيل: طُوى مصدر كهدىً، من قولك: طَوَيْتُ المكان طُوىً، على معنى: أن موسى - عليه السلام - طواه بالليل إذ مر به، كأنه قيل: إنك بالوادي الذي طويته طوى، على معنى: تجاوزته فطويته بسيرك، فهو مصدر سمي به، أي: مطوي (٢).
وقيل: هو مصدر سمي به على معنى أنه مطوي على البركة (٣).
وقيل: معناه مرتين، كأن موسى - عليه السلام - نودي مرتين نداءين (٤).
وقيل: قدس مرتين (٥)، يعني الوادي، أي: طهر، وأنشد:

٤٣٠ - أَعَاذِلَ إنَّ اللوْمَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ عَلَيَّ طِوًى مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّدِ (٦)
{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي
(١) انظر هذا القول في الحجة ٥/ ٢٢٠. والتبيان ٢/ ٨٨٦.
(٢) كونه مصدرًا: قاله الطبري ١٦/ ١٤٥ تخريجًا على معنى تفسير ابن عباس - رضي الله عنهما -. وحكاه القرطبي ١١/ ١٧٥ عن المهدوي.
(٣) كونه مطويًا على البركة: هو قول الحسن كما في النكت والعيون ٦/ ١٩٧.
(٤) انظر هذا القول في جامع البيان ١٦/ ١٤٥. والنكت والعيون ٣/ ٣٩٦. قال الماوردي: (طوى) في كلامهم بمعنى مرتين، لأن الثانية إذا أعقبتها الأولى صارت كالمطوية عليها.
(٥) هذا قول الحسن، وقتادة كما في الطبري ١٦/ ١٤٥ - ١٤٦. والماوردي ٣/ ٣٩٦. وزاد المسير ٥/ ٢٧٥.
(٦) ينسب هذا الشاهد لعدي بن زيد، وانظره في مجاز القرآن ٢/ ١٦. وجامع البيان ١٦/ ١٤٥. وزاد المسير ٥/ ٢٧٤. وجامع القرطبي ١٩/ ٢٠١. واللسان (طوى).


الصفحة التالية
Icon