قَلَى}، ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ (١) استغناء بتعدية الأولين عن تعدية الآخرين. وقيل: المعنى وأضل فرعونُ قومَه وما هداه اللهُ إلى الصواب (٢).
﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (٨٠) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٨١) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ﴾ انتصاب قوله: ﴿جَانِبَ﴾ على أنه مفعول به ثان لواعدنا على السعة، على تقدير: وواعدناكم إتيان جانب الطور، فحذف المضاف، لا على أنه ظرف له على تقدير: وواعدناكم في جانب الطور الأيمن إنزال التوراة عليكم، كما زعم بعضهم، لأنه مكان مخصوص، وظرف المكان إذا كان مخصوصًا لم يتعد الفعل إليه إلَّا بحرف جر، نحو: جَلَسْتُ في الدَّارِ، وَصَلَّيتُ في المسجد، ولو قلت: جلست الدار، وصليت المسجد، لم يجز. فأما قولهم: دخلت الدار، وذهبت الشام، فحذف منهما الجار لكثرة الاستعمال، ولا يقاس عليهما. و ﴿الْأَيْمَنَ﴾: منصوب لأنه نعت للجانب.
وقوله: ﴿فَيَحِلَّ﴾ منصوب على جواب النهي بإضمار أن، وقيل: هو معطوف، فيكون نهيًا أيضًا، كقولهم: لَا تَمْدُدْهَا فَتَشُقَّها (٣).
وقرئ: (فيحلّ) بضم الحاء وكسرها (٤)، فالضم: من الحلول الذي
(٢) اقتصر جمهور المفسرين على المعنى الأول.
(٣) كذا في التبيان ٢/ ٨٩٩ أيضًا.
(٤) قرأ الكسائي: (فيحُلّ) بضم الحاء. وقرأ الباقون: (فيحِلّ) بكسرها. انظر السبعة / ٤٢٢/. والحجة ٥/ ٢٤٢. والمبسوط / ٢٩٧/.