عن الفراء: أنها نصب على الحال أيضًا، غير أنه يحكم بزيادة الألف واللام، واستدل بقول العرب: مررت به الشريف والكريم (١)، فتنصب على الحال، على تقدير: زيادة الألف واللام، وهذا فيه ما فيه عند من تأمل.
وعنه أيضًا: نصب على التمييز (٢)، والمميز (ما) أو الضمير في به، وفيه نظر لكونها مضافًا إلى ما فيه حرف التعريف.
ويقال: زَهْرَة وزَهَرة بإسكان الهاء وتحريكها من أجل حرف الحلق، وقد قرئ بهما (٣).
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (١٣٢) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٣٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ أي: والعاقبة المحمودة لأهل التقوى، بشهادة قوله: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٤).
وقوله: ﴿أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ﴾ قرئ: ﴿أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ﴾ بالتاء النقط من فوقها، لتأنيث لفظ البينة، وبالياء النقط من تحته (٥)، لأجل الفصل، أو لأن البينة والبيان بمعنى.
(٢) حكاه عنه العكبري في التبيان ٢/ ٩٠٩.
(٣) الجمهور على تسكين الهاء الأولى، وقرأ يعقوب وحده بتحريكها. انظر المبسوط ٢٩٨ - ٢٩٩. والتذكرة ٢/ ٤٣٦. والنشر ٢/ ٣٢٢. وهي قراءة كثير من غير العشرة. انظر المبسوط الموضع السابق، وإعراب النحاس ٢/ ٣٦٣. ومختصر ابن خالويه / ٩٠/.
(٤) سورة القصص، الآية: ٨٣.
(٥) قرأ بالتاء النقط من فوق: أبو جعفر، ونافع، وأبو عمرو، ويعقوب، وعاصم في رواية حفص، والكسائي في رواية قتيبة. وقرأ الباقون بالياء النقط من تحت. انظر السبعة / ٤٢٥/. والحجة ٥/ ٢٥٣. والمبسوط / ٢٩٩/. والتذكرة ٢/ ٤٣٦.