بالآيات، ألا ترى أنه لا فرق بين أن تقول: أُرسل محمد - ﷺ -[وبين قولك أتى محمد]- ﷺ - بالمعجزة (١).
﴿مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (٨) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَهْلَكْنَاهَا﴾ في موضع النعت لـ ﴿قَرْيَةٍ﴾، إما على اللفظ، أو على المحل، أي مهلكةٍ أو مهلكةٌ، كقوله: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ وغيرِه، وقد قرئ بهما (٢).
وقوله: ﴿أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾ استفهام تبعيد بمعنى النفي، أي: لا يؤمنون.
وقوله: ﴿نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ قرئ بالياء مبنيًا للمفعول (٣)، والقائم مقام الفاعل ﴿إِلَيْهِمْ﴾. وبالنون (٤) والمفعول محذوف، وهو ما أمر الله به عباده ونهاهم عنه.
وقوله: ﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا﴾ (جسدًا) مفعول ثان، ويجوز أن يكون الجعل هنا بمعنى الخلق، فيكون حالًا، والمراد بالجسد هنا: الجمع، لأنه جنس. وقيل: هو في الأصل مصدر سمي به، ولذلك لم يجمع، وفي الكلام على هذا حذف مضاف، أي: ذوي جسد (٥).

(١) قاله الزمخشري ٣/ ٤.
(٢) كلاهما من المتواتر، وقد تقدمتا عند إعراب الآية (٥٩) من الأعراف.
(٣) هذه قراءة جمهور العشرة غير عاصم كما سوف أخرج.
(٤) وكسر الحاء. وهي قراءة حفص عن عاصم وحده. انظر السبعة / ٤٢٨/. والمبسوط / ٣٠١/. والتذكرة ٢/ ٣٨٢. والكشف ٢/ ١٤ - ١٥.
(٥) انظر معاني الزجاج ٣/ ٣٨٥. والكشاف ٣/ ٤.


الصفحة التالية
Icon