الظرفين، وهو ﴿لَهُ﴾ أو ﴿عِنْدَهُ﴾، أي غير مستكبرين وغير مستحسرين، وكذا ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ في موضع الحال أيضًا، ويجوز أن يكون مستأنفًا، وكذا ﴿لَا يَفْتُرُونَ﴾ في موضع الحال من الضمير في ﴿يُسَبِّحُونَ﴾. والاستكبار: التعظيم. والاستحسار: الانقطاع، من الإعياء. والفتور: الضعف.
﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ﴾ (أم) هنا المنقطعة بمعنى (بل) والهمزة التي للاستفهام، والاستفهام هنا بمعنى التوبيخ، وهو يتضمن معنى النفي، أي: لم يتخذوا آلهة من صفتها كيت وكيت.
و﴿مِنَ الْأَرْضِ﴾ يجوز أن يكون من صلة الاتخاذ، و ﴿مِنَ﴾ لابتداء الغاية. وأن يكون في موضع الصفة لـ ﴿آلِهَةً﴾، وكذا ﴿يُنْشِرُونَ﴾.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون ﴿هُمْ يُنْشِرُونَ﴾ حالًا من ﴿آلِهَةً﴾ لكونها خصصت بالصفة، أو من المنوي في الظرف؟ قلت: لا، لأن الجملة الإسمية إذا وقعت حالًا لا بد لها من رابط وهو الواو في الأمر العام.
والجمهور على ضم الياء وكسر الشين في (يُنْشِرُون)، وقرئ (يَنْشُرُونَ) بفتح الياء وضم الشين (١)، وهما لغتان بمعنى، أنشر الله الموتى ونشرهم، إذا أحياهم، غير أن الإنشار أكثر من النشر الذي في معناه.
وقوله: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾ (إلَّا) هنا بمعنى غير، وهو مع ما بعده صفة لآلهة، أي: آلهة غير الله، ولهذا ارتفع ما بعد إلا.