والفجاج: جمع فج، والفج: الطريق الواسع بين الجبلين.
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ (كل) رفع بالابتداء، والتنوين فيه عوض من المضاف إليه، أي: كلها، أو كلهم لقوله: ﴿يَسْبَحُونَ﴾، وجيء بضمير الجمع على معنى ﴿كُلٌّ﴾ وذُكّر لوصفها بوصف العقلاء وهو السباحة.
وفي الخبر وجهان - أحدهما: ﴿يَسْبَحُونَ﴾ و ﴿فِي فَلَكٍ﴾ من صلة الخبر، والثاني: ﴿فِي فَلَكٍ﴾، و ﴿يَسْبَحُونَ﴾ على هذا حال من المنوي فيه، أو خبر بعد خبر.
والضمير للشمس، والقمر، والنجوم ودل على النجوم ذكرهما، أي: كل من الشمس والقمر والنجوم يَسْبحون، أي: يسيرون ويجرون في فلك.
وقيل: الضمير للشمس والقمر، والمراد بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة، جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها، وهو السبب في جمعها بالشموس والأقمار، وإلا فالشمس واحدة، والقمر واحد.
والجملة التي هي ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ مستأنفة، وقيل: في موضع نصب على الحال من الشمس والقمر دون الليل والنهار، كما تقول: رأيت زيدًا وهندًا ضاحكة (١).
﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ الهمزة التي للاستفهام في قوله: ﴿أَفَإِنْ مِتَّ﴾ عند صاحب الكتاب - رحمه الله - في موضعها، وإذا دخلت على حرف الشرط في نحو: أإِن تأتني آتك، لم تُبطل عمله، بل يعمل كما يعمل إذا لم تدخل عليه، نحو: إنْ تأتني آتك (٢)، وَزَعْمُ أن الهمزة في مثل هذا
(٢) انظر كتاب سيبويه ٣/ ٨٢.