﴿رُشْدَهُ﴾، أو ﴿عَالِمِينَ﴾، أو اذكر مضمرًا (١).
وقوله: ﴿مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ﴾ التماثيل: جمع تمثال، وهو شيء يعمل مشبهًا لغيره في الشكل، وأصله: من مَثَّلْتُ الشيء بالشيء، إذا أشبهتَه به. واسمُ ذلك المُمَثَّلُ: تمثال.
وقوله: ﴿أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ اللام على بابها، على معنى: أنتم لأجلها عاكفون على عبادتها، ثم حذف للعلم به. وقيل: اللام بمعنى على، والمعنى: على عبادتها عاكفون (٢).
وقوله: ﴿عَابِدِينَ﴾ مفعول ثان لقوله: ﴿وَجَدْنَا﴾، وهو من وجدان القلب، وقد جُوِّزَ أن يكون من وجدان الضالة، فيكون ﴿عَابِدِينَ﴾ حالًا من الآباء، وليس بالمتين.
﴿قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ (أنا) مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه ﴿مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾، أي: وأنا شاهد على ذلكم. ولا يجوز أن يكون ﴿عَلَى﴾ من صلة ﴿الشَّاهِدِينَ﴾ لما فيه من تقديم الصلة على الموصول (٣).
(٢) اقتصر الطبري ١٧/ ٣٦. والبغوي ٣/ ٢٤٧. وابن الجوزي ٥/ ٣٥٧. والقرطبي ١١/ ٢٩٦ على المعنى الثاني. وانظر القول الأول في البحر المحيط ٦/ ٣٢٠. وقدمه السمين ٨/ ١٦٧.
(٣) انظر البيان ٢/ ١٦٢.