فجعلت أعلاه أسفله، والتنكيس مثله. وبالتشديد قرأ بعض القراء: (ثم نُكِّسُوا) (١). و ﴿عَلَى﴾: من صلة ﴿نُكِسُوا﴾، وقد جوز أن يكون في موضع الحال (٢).
﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا﴾ (شيئًا) هنا يجوز أن يكون مفعولًا به على تضمين النفع معنى الإعطاء، وأن يكون في موضع المصدر أي: شيئًا من النفع.
وقوله: ﴿أُفٍّ لَكُمْ﴾ (أف) صوتٌ إذا صُوِّتَ به عُلِم أن صاحبه متضجر، وقد مضى الكلام عليه في "سبحان" بأشبع من هذا (٣).
﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (٧١) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (٧٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ أي: ذات برد وسلامة عليه، أو جعلت كأنها في نفسها برد وسلام، على وجه المبالغة، أي: صيري عليه كذلك. و ﴿عَلَى﴾ من صلة سلام، ويجوز أن يكون نعتًا له، فيكون من صلة محذوف.

(١) قرأها أبو حيوة. وابن أبي عبلة، وأبو رزين العقيلي. انظر مختصر الشواذ، وزاد المسير في الموضعين السابقين. والبحر المحيط ٦/ ٣٢٥ حيث نسبها إلى آخرين.
(٢) جوزه أبو البقاء ٢/ ٩٢٢.
(٣) انظر إعرابه للآية (٢٣) من سورة الإسراء.


الصفحة التالية
Icon