﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ في محل ﴿ذَلِكَ﴾ وجهان:
أحدهما: الرفع، وفيه وجهان - أحدهما: مبتدأ وقوله: ﴿بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ خبره، والإشارة بذلك إلى ما ذكره جل ذكره من خلق بني آدم والأحوال المنتقلة وغير ذلك من أصناف الحكم، أي: ذلك الذي وصفناه حاصل بسبب أن الله هو الحق، أي لا معبود سواه، ولا صانع غيره. والثاني: خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك.
والثاني: النصب، أي: فعل الله ذلك بأنه هو الحق، والباء على هذا من صلة هذا الفعل المقدر.
وقوله: ﴿وَأَنَّهُ﴾ أي: وبأنه. وكذا و ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ﴾ أي: وبأن الساعة، ومثله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ﴾ أي: وبأن الله.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٨) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (٩) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (بغير علمٍ) يجوز أن يكون متعلقًا بـ ﴿يُجَادِلُ﴾، وأن يكون في موضع الحال من الضمير في ﴿يُجَادِلُ﴾.
وقوله: ﴿وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ﴾ عطف على قوله: ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ وحكمهما في الإِعراب حكمه.
وقوله: ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ منصوب على الحال من المنوي في ﴿يُجَادِلُ﴾، أو من المنوي في الأحوال التي بعده، وهي ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ﴾