على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع، أي: يجادل ثانيًا عِطفه، أي: معرضًا، أي: متكبرًا، والعِطفُ: الجانب، والإِضافة في تقدير الانفصال، كقوله: ﴿بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ (١).
وقوله: ﴿لِيُضِلَّ﴾ من صلة ﴿يُجَادِلُ﴾ أو ﴿ثَانِيَ﴾.
وقوله: ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ الجملة مستأنفة، وقد جوز أن تكون في موضع الحال، أي: مستحقًا ذلك (٢).
وقوله: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾ ابتداء وخبر، والإِشارة إلى ما ذكر من العقوبة في الدنيا والآخرة، أي: ذلك التعذيب بسبب ما قدمت يداك من الكفر والتكذيب والمجادلة والضلال أو الإِضلال على قدر القراءتين (٣).
﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ في موضع جر عطفًا على (ما)، أي: وبأن الله، أو رفع على تقدير: والأمر أن الله.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (١٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿عَلَى حَرْفٍ﴾ في موضع نصب على الحال من المنوي في ﴿يَعْبُدُ﴾ أي: شاكًا، أو مضطربًا، أو متزلزلًا على ما فسر (٤). وكذا
(٢) جوزه العكبري ٢/ ٩٣٤.
(٣) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: (لِيَضِلَّ) بفتح الياء. وقرأ الباقون: (ليُضِلّ) بضمها. وهذا الحرف ذكَرَتْه كتب القراءات عند إعراب الآية (١١٩) من "الأنعام"، انظر السبعة / ٢٦٧/. والمبسوط / ٢٠١/ أو عند إعراب الآية (٣٠) من "إبراهيم"، انظر التذكرة ٢/ ٣٩٣. والنشر ٢/ ٢٩٩.
(٤) انظر جامع البيان ١٧/ ١٢٢ - ١٢٣.