وقوله: ﴿هَلْ يُذْهِبَنَّ﴾ في موضع نصب بقوله: ﴿فَلْيَنْظُرْ﴾. ﴿كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾: (ما) موصولة، أو مصدرية، أي: هل يذهبن كيده غيظه؟
﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، وانتصاب ﴿آيَاتٍ﴾ على الحال من الضمير في ﴿أَنْزَلْنَاهُ﴾ المفعول الراجع إلى القرآن، أي: ومثل ذلك الإنزال أنزلنا القرآن علامات واضحات يُهتَدى بها، لا أنها مفعول ثان لـ ﴿أَنْزَلْنَاهُ﴾ كما زعم بعضهم، اللهم إلا أن يُضَمّن الإنزال معنى التصيير، وإلا فلا.
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ محل (أن) النصب، على معنى: أنزلنا إليك أن الله، أي: عرفناك ذلك. وقيل: التقدير: ولأن الله يهدي به من يشاء أنزله (١).
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ نهاية اسم ﴿إِنَّ﴾: ﴿وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾، و ﴿إِنَّ﴾ الثانية مع اسمها وخبرها خبر ﴿إِنَّ﴾ الأولى، وهو قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ كما تقول: إنَّ زيدًا إِنَّ أباه قائم، ونظيره قول جرير:
٤٥٢ - إِنَّ الخَلِيفَةَ إِنَّ اللهَ سرْبَلَهُ | سِرْبَالَ مُلْكٍ بِهِ تُرْجَى الخَوَاتِيمُ (٢) |
(٢) من قصيدة يمدح بها بعض بني مروان. وانظره في معاني الفراء ٢/ ٢١٨. وتأويل مشكل القرآن / ٢٥١/. ومعاني الزجاج ٣/ ٤١٨. وجامع البيان ١٧/ ١٢٩. ومجالس العلماء للزجاجي / ٢٢٣/. والكشاف ٣/ ٢٨. والبيان ٢/ ١٧١.