والثاني: رفع بالفاعلية عطفًا على (مَنْ) في قوله: ﴿مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ أي: ويسجد له كثير من الناس، وأعيد ذكرهم للتفصيل، وله نظائر في التنزيل.
والثالث: مبتدأ والخبر ﴿مِنَ النَّاسِ﴾ على معنى: من الناس الذين هم الناس على الحقيقة، وهم الصالحون والمتقون.
وفي وجه رابع: وهو أن يكون مبتدأ، ﴿وَكَثِيرٌ﴾ الثاني عطف عليه، و ﴿مِنَ النَّاسِ﴾ صفة، والخبر: ﴿حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ﴾، كأنه قيل: وكثير من الناس حق عليه العذاب، على وجه المبالغة في تكثير المحقوقين بالعذاب، وهذا الوجه لم أرض لما فيه من التعسف وتغيير النظم.
وقوله: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ﴾ (مَنْ) شرط في موضع رفع بالابتداء، والجواب ﴿فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾، والخبر ﴿يُهِنِ﴾، أي: يهنه الله، أو الجواب.
والجمهور على كسر راء (مكرِم)، وقرئ: (مِن مُكْرَم) بفتح الراء (١)، وهو مصدر بمعنى الإكرام: أي: فما له من إكرام.
﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا﴾ الخصم يقع على الواحد والاثنين والجمع، لأنه مصدر في الأصل، والمصدر لا يثنى ولا يجمع في الأمر العام، وقد وصف به الفوج أو الفريق، والمعنى: هذان فوجان أو