﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ﴾ محل ﴿الَّذِينَ﴾: النصب إما على النعت أو على المدح، أو الرفع على: هم الذين.
وقوله: ﴿وَالصَّابِرِينَ﴾ عطف على ﴿الْمُخْبِتِينَ﴾، وكذا ﴿وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ﴾.
والجمهور على جر ﴿الصَّلَاةِ﴾ بالإضافة. وعن الحسن وغيره: (والمقيمي الصلاةَ) بالنصب (١) على تقدير النون، تعضده قراءة من قرأ: (والمقيمين الصلاةَ) بالنون على الأصل وهو ابن مسعود - رضي الله عنه - (٢)، وحذف النون منه تخفيف لا للإضافة، ومنه بيت الكتاب:

٤٥٦ - الحافِظُو عَوْرَةَ العشيرةِ... ............ (٣)
بنصب العورة على ما ذكر آنفًا من إرادة النون.
﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦)﴾:
(١) وقرأ بها أيضًا ابن أبي إسحاق، ورويت عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ / ٩٥/. والمحتسب ٢/ ٨٠. والكشاف ٣/ ٣٣. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٠١.
(٢) انظر قراءته أيضًا في معاني الفراء ٢/ ٢٢٥. ومختصر الشواذ / ٩٥/. والكشاف الموضع السابق.
(٣) وتمامه:
............ لا يأتيهمُ من ورائنا وكفُ
ويروى: (نطف) بدل (وكف). وهو لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي من قصيدة ذكرها أبو زيد القرشي في جمهرته ٣٠٩ - ٣١٠. كما ينسب البيت لغير شاعر آخر. وهو من شواهد سيبويه ١/ ١٨٦. والأخفش ١/ ٩٠. وابن السكيت كما في تهذيب الإصلاح / ١٧٤/. والمبرد في المقتضب ٤/ ١٤٥. والطبري في جامع البيان ١/ ٢٦٣. والزجاج في المعاني ٣/ ٤٢٧. والزجاجي في الجمل / ٨٩/. والفارسي في الإيضاح كما في المقتصد ١/ ٥٢٩. وشرح الشواهد لابن بري / ١٢٧/. وابن جني في المحتسب ٢/ ٨٠. والجوهري في الصحاح (وكف).


الصفحة التالية
Icon