وقوله: ﴿لَهَادِ الَّذِينَ﴾ الجمهور على الإضافة، وقرئ: (لَهَادٍ الذِينَ) بالتنوين (١) وهو الأصل، وحذفه تخفيف. والوقف على ﴿لَهَادِ﴾ بغير ياء لأجل الرسم.
﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٥٧) وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ﴾ في موضع نصب بخبر (يزال) والضمير في ﴿مِنْهُ﴾ للقرآن، أو للرسول، أو لما ألقى الشيطان في تلاوة رسول الله - ﷺ - (٢).
وقوله: ﴿بَغْتَةً﴾ مصدر في موضع الحال من الساعة.
وقوله: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ (يومئذٍ) من صلة الخبر وهو ﴿لِلَّهِ﴾.
وقوله: ﴿يَحْكُمُ﴾ في موضع الحال من اسم الله، والعامل فيها الاستقرار، ويجوز أن يكون مستأنفًا.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا﴾ مبتدأ ونهاية صلته ﴿أَوْ مَاتُوا﴾ والخبر ﴿لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ﴾ واللام لام القسم. ﴿وَرِزْقًا﴾ مفعول ثان. وقيل: مصدر مؤكد (٣).

(١) هي قراءة أبي حيوة كما في مختصر الشواذ / ٩٦/. وجامع القرطبي ١٢/ ٨٧. وأضافها أبو حيان ٣/ ٣٨٣ إلى ابن أبي عبلة أيضًا.
(٢) انظر الأقوال الثلاثة في المحرر الوجيز ١١/ ٢١٣ أيضًا. وقال الإمام الطبري ١٧/ ١٩٢: وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: إنها كناية من ذكر القرآن.
(٣) قاله أبو البقاء ٢/ ٩٤٦.


الصفحة التالية
Icon