وقوله: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾ أي: تعرف في وجوههم أثر الإنكار من الكراهة والعبوس.
وقوله: ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ﴾ يجوز أن تكون مستأنفة، وأن تكون في موضع الحال من ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ و ﴿يَسْطُونَ﴾ في موضع نصب بخبر (كاد)، والسطو: الوثب والبطش (١).
وقوله: ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ﴾ الجمهور على رفع ﴿النَّارُ﴾ وفيه وجهان:
أحدهما: خبر مبتدأ محذوف، كأن قائلًا قال: ما هو؟ فقيل: النار، أي: هو النار أي الشر.
والثاني: مبتدأ والخبر ﴿وَعَدَهَا﴾.
وقرئ: بالنصب (٢) إما على إضمار أعني، أو بوَعَدَ محذوف دل عليه ﴿وَعَدَهَا﴾.
وبالجر (٣) على البدل من (شر).
وقوله: ﴿وَعَدَهَا﴾ يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، أعني: على الوجه الأول، وأن يكون مستأنفًا. وأن يكون في موضع الحال من ﴿النَّارُ﴾ وقد معه مرادة على قراءة من نصب (النارَ) أو جرها. وأما على قراءة الجمهور فلا، لعدم العامل في الحال، إذ التقدير: هو النار، وليس في قولك: هو النار ما يعمل في الحال، فاعرفه فإنه موضع لطيف.

(١) حكاه الرازي ٢٣/ ٥٩ عن الخليل، والفراء، والزجاج.
(٢) قرأها الكسائي في رواية قتيبة كما في التذكرة ٢/ ٤٤٧. ونسبها أبو حيان ٦/ ٣٨٩. وتبعه الآلوسي ١٧/ ٢٠٠ إلى ابن أبي عبلة، وإبراهيم بن يوسف عن الأعشى، وزيد بن علي.
(٣) رواها أيضًا قتيبة عن الكسائي، وقرأها ابن أبي إسحاق. انظر مصادر القراءة السابقة المواضع نفسها. والقراءتان وجهان إعرابيان ذكرهما الفراء، والنحاس.


الصفحة التالية
Icon