﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤) اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ﴾ قرئ بالتاء النقط من فوقه (١) لقوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ وبالياء (٢) لقوله: ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ﴾ (٣).
وقوله: ﴿وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ قيل: في موضع نصب على الحال من الضمير في ﴿لَنْ يَخْلُقُوا﴾ على معنى: مستحيل أن يخلقوا الذباب مشروطًا عليهم اجتماعهم جميعًا لخلقه وتعاونهم عليه (٤). وجواب ﴿لَوِ﴾ محذوف تقديره: لعجزوا عنه، ونحو ذلك.
وقوله: ﴿وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا﴾ (شيئًا) مفعول ثان، لأن السلب يتعدى إلى مفعولين.
وقوله: ﴿لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ﴾ جواب الشرط، والاستنقاذ: التخليص، والضمير المفعول للشيء، وفي ﴿مِنْهُ﴾ للذباب.
وقوله: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ منصوب على المصدر، أي: ما عظموه حق عظمته. وقيل: ما عرفوه حق معرفته (٥).
(٢) قرأها يعقوب وحده من العشرة. انظر القراءتين في المبسوط / ٣٠٩/. والتذكرة ٢/ ٤٤٨. والنشر ٢/ ٣٢٧.
(٣) من الآية السابقة.
(٤) انظر الكشاف ٣/ ٤٠.
(٥) قاله أبو عبيدة ٢/ ٥٤. وانظر المعنيين في جامع البيان ١٧/ ٢٠٣.