- أي الشهادة - بمنزلة العلم، وأَنْ الناصبة لا تقع بعد العلم، ولا يجوز أن تكون المفسرة بمعنى (أي) كالتي في قوله عز وجل: -ayah text-primary">﴿أَنِ امْشُوا﴾ (١) لأن تلك إنما تأتي بعد كلام تام، وقوله: -ayah text-primary">﴿وَالْخَامِسَةُ﴾ ليس بكلام تام، ولا يجوز أن تكون مزيدة، لأن المعنى: والخامسة أن الشأن أو الأمر كيت وكيت، تعضده قراءة من قرأ: (أَنْ غَضَبُ اللهِ) وهو يعقوب (٢).
﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ﴾ جواب (لَوْلَا) محذوف، أي: لنال الكاذب منكم عذاب عظيم، ولعجلكم بالعقوبة أو نحو ذلك، وحذفه أبلغ من الإتيان به، والفضل: التفضل. وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ عطف على ﴿فَضْلُ اللَّهِ﴾ أي: ولولا فضل الله وكون الله توابًا حكيمًا لكان كيت وكيت.
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ (عصبة) خبر ﴿إِنَّ﴾، و ﴿مِنْكُمْ﴾ في موضع الصفة لها، والفائدة منوطة بالصفة، والإفْكُ أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء، وأصله الانقلاب، ومنه "المؤتفكات" (٣) يقال: أَفِكَ الشيءَ يَأْفِكُهُ أفْكًا، إذا قلبه وصرفه عن وجهه، وسمى الكذب إفكا، لأنه قول مأفوك عن وجهه.
والعصبة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين يتعصبون، أي: يتشددون ويجتمعون، واعصوصبوا، أي: اجتمعوا.
(٢) تقدم تخريج قراءته قبل قليل.
(٣) من ألفاظ القرآن الكريم، انظر الآية (٧٠) من سورة التوبة، والآية (٩) من الحاقة. وقيل في تفسيرها: إنها المدن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط عليه السلام.