والمصباح: السراج. والزجاجة: القنديل.
﴿الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾: الجمهور على ضم الزاي في ﴿زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ﴾، وقرئ بفتح الزاي فيهما (١)، قال أبو الفتح: فيها ثلاث لغات: ضم الزاي، وفتحها، وكسرها، وكذا جَمْعُها زَجَاج وزُجَاج وزِجَاج بالضم والفتح والكسر (٢).
وقرئ: (دُرِّيّ) بضم الدال وتشديد الياء من غير همزةَ (٣)، وفيه وجهان: أحدهما منسوب إلى الدر، شُبِّهَ به لصفائه وفرط ضيائه. والثاني: أصله الهمزة، ففعل به ما فعل بالنسيء [والنبيء]، والكلام على معناه يأتي إن شاء الله تعالى.
وقرئ: بكسر الدال والهمز (٤) وهو فِعّيل من الدَّرْءِ، وهو الدفع، سمي بذلك لكونه يدفع الشياطين عن استراق السمع، والكوكب إذا رجم به الشياطين كان في تلك الحالة أكثر ضوءًا، أو لكونه يدفع الظلام بضوئه، ونظيره في الوزن: سِكِّيت وصِدِّيق.
وقرئ (دُرِّيء) بضم الدال والهمز (٥)، وهو فُعّيل من الدرء أيضًا، قال أبو علي: وقد حكَى سيبويه عن أبي الخطاب: كوكب دُرِّيءٌ في الصفات، ومن الأسماء: المُرِّيْقُ للعُصْفُر، ثم قال: ومما يمكن أن يكون على هذا البناء قولهم: العُلِّيّةُ، لأنه من علا يعلو، فهو فُعِّيل منه، انتهى كلامه (٦).

(١) قرأها نصر بن عاصم. انظر مختصر الشواذ / ١٠٢/. والمحتسب ٢/ ١٠٩. والمحرر الوجيز ١١/ ٣٠٥. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ٣٦ إلى أبي رجاء العطاردي، وابن أبي عبلة.
(٢) المحتسب الموضع السابق.
(٣) هذه قراءة أبي جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم، ويعقوب.
(٤) قرأها النحويان: أبو عمرو، والكسائي: (دِرِّيءٌ).
(٥) قرأها حمزة، وأبو بكر عن عاصم، انظر هذه القراءات الثلاث المتواترة في السبعة ٤٥٥ - ٤٥٦. والحجة ٥/ ٣٢٢ - ٣٢٣. والمبسوط ٣١٨ - ٣١٩. والتذكرة ٢/ ٤٦٠.
(٦) حجة أبي علي ٥/ ٣٢٣.


الصفحة التالية
Icon