الدال (١)، والأصل تتوقد، فحذف إحدى التاءين كراهة اجتماع المثلين في صدر الكلمة.
وقرئ أيضًا كذلك إلا أنه بالياء النقط من تحته (٢)، وأصله يتوقد، فحذف التاء لاجتماع حرفين زائدين في أول الفعل على تشبيه الياء بالتاء في تتوقد إذ كانا حرفي مضارعة، كما شبهت التاء والنون والهمزة في تعد، ونعد، وأعد، بالياء في يعد حيث حذفت الواو معهن كما حذفت معها، وهو مع ذلك غريب، لأن العرف في نحو هذا أن تحذف التاء إذا كان قبلها مثلها، نحو: تَذَكَّرون، وتَساءلون، وأما إذا اختلفا فلا، نحو: يتذكرون (٣). والمنوي فيه على الوجه الأول للزجاجة على ما أُوضح آنفًا، وعلى الثاني للمصباح وقد ذكر.
وقوله: ﴿مِنْ شَجَرَةٍ﴾ أي: من زيت شجرة، بشهادة قوله: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾، و ﴿زَيْتُونَةٍ﴾ بدل من ﴿شَجَرَةٍ﴾، لأن المراد بالشجرة المباركة: شجرة الزيتون، أو عطف بيان لها، ﴿لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ﴾ صفة لـ ﴿شَجَرَةٍ﴾.
وقوله: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾ محل الجملة الجر على أنها نعت لـ ﴿زَيْتُونَةٍ﴾.
وقوله: ﴿وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾ الجمهور على التاء في قوله: ﴿تَمْسَسْهُ﴾، لأن النار مؤنثة، وقرئ بالياء (٤) إما لأن التأنيث غير حقيقي، أو للفصل.
(٢) يعني (يَوَقَّدُ) كذا ذكرها أيضًا أبو الفتح ٢/ ١١٠ وعزاها إلى السلمي، والحسن، وابن محيصن، وسلام، وقتادة. وانظر المحرر الوجيز ١١/ ٣٠٦. والبحر ٦/ ٤٥٦.
(٣) انظر في هذا أيضًا المحتسب الموضع السابق.
(٤) أي (يمسسه) ونسبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -. انظر إعراب النحاس ٢/ ٤٤٤. ومختصر الشواذ / ١٠٢/. والمحتسب ٢/ ١١١.