وقوله: ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا﴾ أي: عقابه أو جزاءه، فحذف المضاف. ﴿تَتَقَلَّبُ فِيهِ﴾: في موضع الصفة لقوله: ﴿يَوْمًا﴾.
وقوله: ﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ﴾ يحتمل أن تكوم من صلة ﴿يُسَبِّحُ﴾، أي: يسبحونه ليجزيهم، وأن تكون من صلة ﴿لَا تُلْهِيهِمْ﴾، وأن تكون من صلة ﴿يَخَافُونَ﴾. وقد جوز أن تكون من صلة ﴿تَتَقَلَّبُ﴾، وليس بشيء.
وقوله: ﴿أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا﴾ (ما) مصدرية، أي: أحسن جزاء أعمالهم، أو موصولة، أي: أحسن جزاء الذي عملوه.
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ مبتدأ و ﴿أَعْمَالُهُمْ﴾ مبتدأ ثان و ﴿كَسَرَابٍ﴾ خبره، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول.
وقوله: ﴿بِقِيعَةٍ﴾ في موضع الصفة لسراب، أي: كسراب كائن أو مستقر بِقيعة، ويجوز أن تكون من صلة الاستقرار الذي يتعلق به الكاف الذي هو الخبر، هذا إذا جعلته حرفًا، وأما إذا جعلته اسمًا على معنى: أعمالهم مثل سراب، فلا.
والسراب: ما تراه نصف النهار حين يشتد الحر، كأنه ماء يجري. والقيعة والقاع في قول أبي عبيدة سواء (١)، وهو ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبت. وقال الفراء: القيعة جمع قاع كجيرة وجار (٢)، ونيرة ونار.
والياء في (قيعة) بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها، بشهادة قولهم: أَقْوُعٌ وأَقْوَاعٌ، في جمع قاع.
(٢) معاني الفراء ٢/ ٢٥٤. وانظر القولين في معاني النحاس ٤/ ٥٤٠ أيضًا.