وقوله: ﴿ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ﴾ قرئ بالنصب (١)، ونصبها إما على البدل من ﴿ثَلَاثَ مَرَّاتٍ﴾ على تقدير: أوقات ثلاث عورات، فحذف المضاف، وإنما احتيج إلى هذا التقدير لتكون هي هي، لأن ثلاث مرات ظرف زمان، وثلاث عورات ليست ظرف زمان، أو على إضمار أعني.
وقرئ: بالرفع (٢) على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه ثلاث عورات لكم، وتقدير حذف المضاف لا بد منه لما ذكر آنفًا.
والجمهور على إسكان واو ﴿عَوْرَاتٍ﴾، وأصلها أن تحرك بالفتح، لأن حكم ما كان على (فعلة) من الأسماء أن تحرك العين منه في الجمع، لكنها أسكنت في هذا الضرب، وعليه جل العرب خوف الانقلاب، ما عدا هذيلًا فإنهم يحركونها بالفتح على الأصل وبه قرأ الأعمش هنا على لغتهم (٣).
وقوله: ﴿طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ﴾ أي: هم طوافون عليكم، أي مماليككم يطوفون عليكم بالخدمة لكم.
﴿بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾: ابتداء وخبر، على معنى: بعضكم طائف على بعض، ولك أن ترفعه بفعل مضمر دل عليه ﴿طَوَّافُونَ﴾، أي: يطوف ﴿بَعْضُكُمْ﴾ وهم المماليك، ﴿عَلَى بَعْضٍ﴾ وهم الموالي، والمعنى: أنهم خدمكم فلا حرج في دخولهم منازلكم.
﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٦٠)﴾:
(٢) قرأها الباقون من العشرة. وانظرها مع القراءة السابقة في السبعة / ٤٥٩/. والحجة ٥/ ٣٣٢. والمبسوط / ٣٢١/.
(٣) انظر قراءة الأعمش وغيره في مختصر الشواذ / ١٠٣/. والكشاف ٣/ ٨٣. وزاد المسير ٦/ ٦١.