صفة لـ ﴿ذَلِكَ﴾. والثاني: بدل منه، والثالث: عطف بيان له.
وقوله: ﴿أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ﴾ الجمهور على فتح (أَنَّ) وفيه وجهان:
أحدهما: في موضع نصب على البدل من ﴿ذَلِكَ﴾ إن جعلت ﴿الْأَمْرَ﴾ نعتًا أو عطف بيان، أو من ﴿الْأَمْرَ﴾ إن جعلته بدلًا من ذلك.
والثاني: على إضمار فعل، كأنه قيل: وقضينا إليه ذلك الأمر وأخبرناه بأن دابر هؤلاء. تعضده قراءة من قرأ: وقضينا إليه ذلك الأمر (وقلنا له إِنَّ) دَابِرَ هَؤُلَاءِ، بالكسر، لإتيانه بعد القول، وهو ابن مسعود - رضي الله عنه - (١).
وقرئ: (إِنَّ) بالكسر (٢) على الاستئناف، كأن قائلًا قال: أخبرنا عن ذلك، فقال: إن دابر هؤلاء.. تنصره أيضًا قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -.
﴿مَقْطُوعٌ﴾: رَفْعٌ بخبر (أنَّ)، وأُفرد حملًا على اللفظ، لأن دابر لفظه مفرد، وقطع الدابر: عبارة عن الاستئصال. ودابرهم: آخرهم، يقال: قطع الله دابرهم، أي: أهلك آخر من بقي منهم.
وقوله: ﴿مُصْبِحِينَ﴾ انتصابه على الحال، وفي ذي الحال وجهان - أحدهما: هؤلاء، والعامل فيها معنى الإضافة. والثاني: المنوي في ﴿مَقْطُوعٌ﴾ حملًا على المعنى، لأن ﴿دَابِرَ﴾ وإن كان لفظه مفردًا فمعناه الجمع وهو بمعنى مدبري هؤلاء.
وعن الفراء وأبي عبيد: انتصابه على خبر كان، أي: إذا كانوا مصبحين، كما تقول: أنت راكبًا أحسنُ منك ماشيًا. قال أبو عبيد:
(٢) قرأها الأعمش كما في مختصر الشواذ / ٧١/. والكشاف ٢/ ٣١٧. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٤٢. كما أضافها أبو حيان ٥/ ٤٦١ إلى زيد بن علي.