وكَيت، واللام هي الفارقةُ بين إنْ النافية وبينها، و (ظَالِمِينَ) خبر كان، و ﴿كَانَ﴾ وما اتصل بها في موضع رفع بحق خبر ﴿إِنْ﴾. و ﴿الْأَيْكَةِ﴾: الغَيْضَة، وهي الشجر الملتف.
﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٨١) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُمَا﴾ يعني: مدينة قوم لوطٍ، ومدينة قوم شُعيب - عليه السلام -.
﴿لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ﴾ لبطريق واضح يأتمون به في سفرهم لوضوحه واستقامته.
وقوله: ﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ﴾ الجمهور على كسر حاء (ينحِتون) وهو الجيد، وعليه جُلُّ العربِ، وقرئ: بفتحها (١)، لأجل حرف الحلق (٢).
وانتصاب ﴿آمِنِينَ﴾ على الحال من الضمير في ﴿يَنْحِتُونَ﴾ أي: آمنين من السقوط عليهم والخراب، لوثاقتها واستحكامها. وقيل: من العذاب ظنًا منهم أن الجبال تحميهم منه (٣).
﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مُصْبِحِينَ﴾ حال من الهاء والميم في ﴿فَأَخَذَتْهُمُ﴾

(١) قرأها الحسن كما في إعراب النحاس ٢/ ٢٠٢. ومختصر الشواذ / ٧١/. والمحتسب ٢/ ٥. والمحرر والوجيز ١٠/ ١٤٧.
(٢) كذا علله النحاس، وابن جني في الموضعين السابقين أيضًا، وقال النحاس: الكسر أفصح.
(٣) المعنيان في جامع البيان ١٤/ ٥٠. والنكت والعيون ٣/ ١٦٩.


الصفحة التالية
Icon